الثلاثاء، 29 أبريل 2008




فتاوى المرتد

اعتبارا من يوم 18 فبراير 2008 سُحبت الفتاوى المشار اليها فى هذا المقال من موقع ltafsir.com . و الوصلة المذكورة ادناه التى كان من المفروض ان تأخذ القارئ لهذه الفتاوى تبدلت و بدلا عن الفتاوى ستأخذك هذه الوصلة لتعليق يقول ’لم ترد اسئلة على هذا الموضوع‘





فتاوى المرتد و ’كلمة سواء بيننا و بينكم

15 فبراير 2008

بقلم مارك ديورى
mjdurie@gmail.com





مقدمة و ملخص




كلمة سواء بيننا و بينكم هى رسالة مفتوحة مُرسلة من مؤسسة آل البيت الملكيه للفكر الاسلامى الاردنيه و مؤرخة
بتاريخ 13 اكتوبر2007 . الرسالة موجهة للبابا (بابا الفاتيكان) و القادة المسيحيين و قد وقع على هذه الرسالة 138 من قادة المسلمين من جميع انحاء المسكونة. هذه الرسالة تدعو المسيحيين للاتفاق مع المسلمين على مبادئ حب الله و حب الجار، من اجل
الوفاق وتحقيق العدالة و حرية الدين.

هذه المذكرات المقدمة هنا تقوم بتوثيق ما قامت به مؤسسة آل البيت الملكيه من ارسال العديد من الفتاوى القضائية الى موقعها
الالكتروني، و التى تدين فيها تاركى الإسلام حتى الموت، وخصوصاً المسيحيون الذين تركوا الإسلام. وفيها تقول اذا لم يُقتل المدعو مرتداً فانه يفقد اهليته القانونية و يصبح فى حكم المعدوم، فهو يفقد كل حقوقه القانونية. احدى هذه الفتاوى تذكر احد المسيحيين الاردنيين بالأسم و تدعوه مرتداً.

هناك تناقضاً فى مسلك مؤسسة آل البيت الملكيه. فمن ناحية تدعو المؤسسة المسيحيين لان يأتوا مع المسلمين على أساس
مبادئ الحب و الإحترام المتبادل و لكن من الناحية الاخرى تقوم المؤسسة بأصدار حكم الموت على بعض المسيحيين فقط لانهم غيروا عقيدتهم الدينية و خرجوا عن الإسلام. يجب على المسيحيين ان يشيروا الى هذا التناقض وعدم المعاملة بالمثل فى حوارهم مع
المسلمين عن الاديان. على مؤسسة آل البيت الملكيه ان ترفع عن صفاحاتها الالكترونية هذه الاقوال التى تحض على الكراهية، و على المسيحيين الذين وقعوا بدون تحفظ على رسائل مرحبين برسالة ’كلمة سواء‘ ان يسحبوا توقيعاتهم.

altafsir.com

الرسالة المرسلة للمسيحيين و المعروفة ب كلمة سواء جاءت و كانها تؤييد حب الجار حيث نصت الرسالة على ان ’العدالة
و حرية الدين عنصران هامان فى شأن محبة الجار‘. ولكننا يجب ان ننظر بدقة فى ما اذا كان موقعى كلمة سواء لهم نفس الفهم ’لحرية الدين‘ و ’للعدالة‘ كما يفهمها جمهور المسيحيين المقصودين بهذه الرسالة. كيف للمرئ ان يتعرف على هوية هؤلاء
الاشخاص الذين كتبوا و وقعوا هذه الرسالة؟

مؤسسة آل البيت الملكية التى قامت باصدار رسالة كلمة سواء تعمل فى مجال الحوار بين الاديان مع المسيحيين، ويمكن
الحصول على هذه المعلومات فى acommonword.com و هو الموقع الالكترونى لمشروع كلمة سواء. اذا قام القارئ بزيارة هذا الموقع و تتبع الوصلة المسماة موقع التفسير سيصل الى altafsir.com . هذا موقع منفصل تديره المؤسسة، يعتبرالموقع مستودعاً للمعارف الاسلامية. هذه المواد تأتى بتأييد من اعلى المستويات. ففى الصفحة الرئيسية لموقع altafsir.com هناك تأييد من احمد الطيب رئيس جامعة الازهر.




قد سعدنا بالأطلاع على الموقع ووجدناه بحراً زاخراً بدرر كتب التفسير و امهات المراحع و المصادر فى هذا الحقل الاساسى فى علوم الاسلام و تراثه.


و نصت الصفحة الرئيسية ايضاً على الآتى:

إن موقع " التفسير" (altafsir.com) موقع إلكتروني مجاني، غير ربحي، يمكّن المُسْتَعْمِل من الوصول إلى أضخم مجموعة من تفاسير القرآن الكريم، وترجمات معانيه، وتجويده، والمراجع الأساسية في العالم حوله.

هذا الموقع منتشر انتشاراً واسعاً. فى نهاية الصفحة الرئيسية من altafsir.com نقرأ انه منذ 2006 و الى فبراير 2008 بلغ مجموع الزوارغير المتكررين 2. 6 مليون زائر.


من المناسب جداًً ان يقوم القارئ المسيحي لكلمة سواء بدراسة التعاليم الموجودة على صفحات altafsir.com حتى يتمكنوا من الحصول على فهم اعمق عن نشاطات مؤسسة آل البيت الملكية. عموماً قد يصعب هذا على بعض القراء [من غير المتحدثين بالعربية] لأن اغلب
المراجع – وهو من المعقول جداً- متوفر باللغة العربية.



"أسأل المفتى": كبير الباحثين في مؤسسة آل البيت الملكية يفتى بالردة

موقع altafsir.com يحتوى على مجموعة من الفتاوى التى تخاطب الردة
عن الاسلام. فى وقت كتابة هذه المذكرات (فبراير 2008) يمكن ان تجدهم هنا


توجد هذه الفتاوى فى احد اقسام الموقع مُسمى ’اسأل المفتى‘. كاتب الفتاوى هو كبير الباحثين في مؤسسة آل البيت الملكية، سماحة الشيخ سعيد عبدالحفيظ أسعد حجاوي، المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية 1992-2007م. و مفتى عمان سابقاً. يمكن ان تجد مختصر سيرته الذاتية هنا، و فى هذه الصفحة ستجد وصلة تأخذك لتفاصيل سيرته الذاتية و من ضمن نشاطاته الكثيرة كأحد أأمة الفقهاء فى الشرق الاوسط، ستعرف ان الشيخ سعيد الحجاوى قد اشترك فى اعلى المستويات العالمية لاجتماعات الحوار بين الاديان مع المسيحيين.

يعتبر المفتى العام هو اعلى سلطة دينية فى اى امة اسلامية سُنية. و يُطلب الية ان يفتى فى بعض القضايا القانونية. يمكن ن يلجأ الافراد الى طلب الفتوى و ايضاً قد تلجأ المحاكم الى طلب الفتوى. مجموعة الفتاوى المجمعة تكوّن مورداً قانونياً يستند علي حجته فيما بعد.



الشيخ حجاوى هو احد الموقعين على رسالة كلمة سواء، و بإعتباره الباحث الرئيسى فى مؤسسة آل البيت، المؤسسة التى قامت باصدار هذه الرسالة، فلنا ان افترض انة ليس فقط من مؤيدى هذه الرسالة بل من الجائز جداً ان يكون قد ساعد فى اعدادها.


حرر الشيخ الحجاوى فى داخل موقع altafsir.com ستة عشر فتوى عن المرتد (باللغة العربية). بعض هذه الفتاوى مثل الفتوى رقم 3 وفتوى رقم 5 تشير بالتحديد و بالتفصيل لكيفية معاملة المسيحيين الذين تركوا الأسلام.

اما الفتوى رقم 13 فهى شائقة جداً. قدمت هذه الفتوى فى سنة 1996 وقد ورد فيها ذكر احد المسيحيين الاردنيين بالاسم. تحتوى هذه الفتوى على استفسار قانونى من شخص اشاراليه المفتى بانه "الاستاذ المحامى". قُدمت الادله على ان المتهم قد عاد الى المسيحية بعد ان كان مسلماً. ادعى المتهم انه يمارس حقه الدستورى فى الرجوع الى مسيحيته، على اساس ان الدستور الاردنى يضمن حرية انتقاء الاديان. فما هى فتوى المفتى العلم؟ للرد على هذا التساؤل قضى المفتى بانه اذا ثبت ما ورد فى السؤال المقدم اليه يكون الرجل مرتداً. و يحق لاى مسلم يعلم بذلك ان يرفع الامر للقضاء.

هذه الفتوى هامة لانها تدلل على انه بحسب قول المفتى العام ليس للمسلم حرية انتقاء الدين اوالاعتقاد وان المسيحى التارك للاسلام يفقد جميع حقوقه الانسانية.

استشهد المفتى العام بآيات من القرآن و ايضاً بالاحاديث من اقوال محمد لتاكيد على صحة ما افتى به: بعض هذه الشواهد مذكوره ادناه.1

اليك بعض النقاط التى ذكرها المفتى العام فى مجرى فتاويه. ( صيغة المذكر تشير الى المرتد فهى ليست مقصورة على الرجل قد تكون المرتدة امرآه ايضا)

  • المسلم التارك اسلامه يكون مرتداً

وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ (آل عمران 3 : 85)

  • تثيت الردة بقول المرتد او باعتقاده.

  • يجب ان يكون المرتد بالغاً سن الحلم و ان يكون عاقلاً

  • لا يكن مرتداً من اكره على ترك الإسلام و كان ما يزال مؤمناً فى قلبه.
مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ َذَابٌ عَظِيمٌ ( النحل 16: 106)
  • قبل الحكم باردة يجب استتابة المرتد و عرض الاسلام عليه من جديد.

قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (الانفال 8: 38)
  • وعقوبة القتل ايضا حائزه على تأييد واضح فى احاديث محمد.

قال الرسول ’من بدل دينه فاقتلوه‘ 2

محمد صرح بقتل المسلم فى ثلاث حالات: "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس ( المعرف بالقتل غير الفانونى)، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة".3




الاثار المترتبة على الحوار

يبدو لنا ان موقعى رسالة كلمة سواء لا يفهمون مبادئ العدالة و حب الجار و حرية الاديان بنفس الطريقة التى يفهمها غالب المسيحيين5.كبير الباحثين فى مؤسسة آل البيت الملكية و الذى يعتبر من الشخصيات البارزة التى وقعت على كلمة سواء يدعو لقتل المسيحيين الذين تركوا الاسلام و اعتنقوا المسيحية، و اذا لم يقتلواهو يدعو بان تسقط عنهم كل حقوقهم ويكون حكمهم كالمعدوم (اموات ولكنهم يمشون). و بالطبع لان هذه الفتاوى متاحة للقرأة على شبكات الانترنت فان المفتى العام السابق و مؤسسة آل البيت الملكية يدعون فعلياً لقتل المسيحيين يوم بعد يوم و ستستمر دعوتهم هذه الى ان ترفع هذه الفتاوى من هذا الموقع. [ ارجو ان تنظر التعليق فى مقدمة هذا المقال]

المسيحيون- و كثيرون آخرون- سيعتبرون ان فى هذا تناقضاً اخلاقياً. فكيف يكون لاى شخص ان يدعو المسيحيين لتاييده على حب الجار وحرية الاديان و قى نفس الوقت يدعو لقتل المسيحيين فقط لانهم تركوا الاسلام؟ اذا كان لحرية الاديان معنى، فإن هذا المعنى ينصب فى حق الشخص فى اختيار ما يعتنق من الايمان. هذه قضية جيده و يجب ان ترفع فى الحوار بين الاديان مع موقعى كلمة سواء.

وجدير ايضاً بالاستفسار ان يُسأل، كيف للسلام ان يعم و العنف ما يزال هو الوسيلة لحل الخلافات الدينية؟

على المسيحيين الذين يرغبون فى الحوار مع المسلمين على اساس الدعوة المقدمه لهم من كلمة سواء ان يطالبوا مؤسسة آل البيت ان تسحب فتاوى المرتد من موقعها و ان تقدم اعتذاراًً عاماًً للمسلمين التاركين الإسلام عن ما قامت به من التحريض على كراهيتهم و اقامة العنف ضدهم. هذا من شأنه ان يستقبل بالترحاب لانه يؤكد حسن النيه، ويعلن اظهار الالتزام بالقيم العالميه للمعاملة بالمثل، و حب الجار و حرية الاديان.


و اخيرا، على علماء و قادة المسيحيين الذين وقعوا رسائل ترحيب برسالة كلمة سواء ان ينظروا فى سحب توقيعاتهم.




هوامش




(1) كل الآيات القرآنية المستخدمه هنا مأخوذة من موقع altafsir.com .



(2) فتح البارى شرح صحيح البخارى للعسقلانى.كتاب استتابة المرتدين و المعاندين و قتالهم الجزء 12 حديث رقم 6922


(3) "لا يحل دم امرىءٍ يشهد ان لا اله الا الله و انى رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، و الثيب الزانى، و المفارق لدينه ...." (فتح البارى شرح صحيح البخارى للعسقلانى. كتاب الديات الجزء 12 الحديث رقم 6878)


(4) كلمة فيئ مستمدة من الجذر فيأ و المعنى كما جاء فى قاموس لسان العرب "وفاءَ إِلى الأَمْرِ يَفِيءُ وفاءَه فَيْئاً وفُيُوءاً: رَجَع إليه.وأَفاءَهُ غيرُه: رَجَعه." و" وأَصلُ الفَيْءِ: الرُّجُوعُ، سُمِّيَ هذا المالُ فَيْئاً لأَنه رَجَعَ إِلى المسلمين من أَمْوالِ الكُفّار عَفْواً بلا قِتالٍ." يمكن الرجوع لهذه المعانى هنا
(5) فى حكم فى عام 2008 فى احد المحاكم المصريه، وجد لقاضى محمد الحسينى انه من المخالف للقانون ان يترك المسلم اسلامه.و للوصول الى حكمه، استند الحسينى الى المادة الثانية من الدستور المصرى و التى تنص على ان "الشريعة الاسلامية هى المصدرالرئيسى". وحيث ان الإسلام هو اخر الاديان و اكملها، فأن المسلمين يستمتعون بحرية الدين ولا يحق لهم ان يتركوا الاسلام و يعتنقوا من الديانات ما هو اقل من الاسلام كالمسيحية و اليهودية. و باتباع هذا المنطق فان حرية الدين تعنى انه من حق المسيحى ان يتحول الى الإسلام و لكن ليس من حق المسلم ان يتحول الى المسيحية. هذا المنطق غريب على الطريقة التى يفهم بها غالب الميحيين حرية الاديان. يمكن ان تقرأ هذا الحكم بأللغة الانكليزية WorldNetDaily report, February 1, 2008 هنا

ليست هناك تعليقات: